فيلم Ghostbusters: AfterLife.. خيال الحاضر يُكمل رؤية الماضي
صدر عام 1984 الفيلم الشهير “Ghostbusters” الذي كان مفاجأة سينمائية كبيرة على كافة الصُعد، وخصوصاً على صعيد القصة التي تتحدث عن مجموعة محققين يلاحقون ظاهرة ماورائية وهي الأشباح، لكي يلقوا القبض عليهم من أجل إنقاذ بلدتهم، وقد حقق الفيلم آنذاك أرقام ملفتة جداً على صعيد شباك التذاكر.
منذ ذلك الحين، كانت هناك عدة محاولات لإعادة إحياء هذا الفيلم، لكنها لم تكن ناجحة خصوصاً لناحية التأثير بالجمهور السينمائي، وكذلك على صعيد الإيرادات، إلى أن تم إصدار فيلم “Ghostbusters: Afterlife” في التاسع عشر من شهر تشرين الثاني الحالي في الولايات المتحدة الأميركية، الذي قلب موازين شباك التذاكر، إذ حقق 44 مليون دولار أميركي في نهاية الأسبوع الأول لإصداره، محتلاً المركز الأول في إيرادات الأفلام.
كل ذلك كان خلال الأيام الثلاثة الأولى منذ إصداره، وقد كان هذا الأمر لافتاً بسبب تزامن صدوره مع عدد من الأفلام المميزة أيضاً، مثل فيلم “King Richard” الذي احتل المركز الرابع على صعيد الإيرادات.
يأتي “Afterlife” ليكون إعادةً لإحياء الفيلم الأصلي، كما هو استمرارية له بشكل جديد مشتق من صميم فكرته، لكنه يقدّم رواية جديدة وشخصيات جديدة أيضاً تدور في فلك الرواية الأصلية.
القصة هي عن أم مفلسة تُدعى “Callie” (Carrie Coon) تجبرها ظروفها المادية على الإنتقال مع ولديها “Trevor” (Finn Wolfhard) و”Phoebe” (Mckenna Grace)، للعيش في مزرعة قديمة ومتداعية في المنطقة الريفية من ولاية أوكلاهوما الأميركية، وهي المكان الوحيد الذي تركه لها والدها المتوفي.
منذ وصولهم إلى المزرعة، بدأت مجموعة من الأحداث الغريبة بالحصول كهزّات أرضية غير مفهوم سببها، إلّا أن “Phoebe” الذكية وبمساعدة أستاذها “Mr. Grooberson” (Paul Rudd) ستكتشف السر وحقيقة إرتباطها بمطاردي الأشباح الأصليين، إضافة إلى أهمية العتاد التي تركها جدّها في المزرعة.
يتضمن الفيلم العديد من المفاجآت المرتبطة بالفيلم الأصلي، وقد خلقت أجواء من المشاعر الجميلة لناحية الحفاظ على المضمون الأساسي للفيلم الأصلي، مع إضافة لمسات جديدة ومبتكرة خاصة بالمخرج “Jason Reitman” وهو إبن “Ivan Reitman” مخرج الفيلم الأول. وقد كان جلياً مدى محبة المخرج الإبن لهذا الإرث السينمائي لكونه حافظ على تفاصيله من خلال تنفيذ القصة الجديدة في “Afterlife”.
هذا الجهد الذي بُذل في إنتاج “Afterlife” ولّد الكثير من ردّات الفعل الإيجابية لدى نُقّاد السينما، فنسبة كبيرة منهم عبّروا عن الفيلم قائلين “إنه ليس فقط إضافة ناجحة لأفلام عام 2021، بل هو من أكثر الأفلام الممتعة أيضاً”، لكن لم يخلو الأمر من التعليقات السلبية لبعض النقّاد خصوصاً الذين ركّزوا على المقارنة بين الفيلمين.
القرار الفاصل كان لروّاد السينما الذين عبّروا عن استمتاعهم الكبير بكل دقيقة من دقائقه المئة والأربع وعشرين (124 د.)، إذ بلغت نسبة محبّي الفيلم بحسب موقع “Rotten Tomatoes” %96 ممن شاهدوه.
منال زهر